فصل: فضل شهادة أن لا إله إلا الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: طبقات الشافعية الكبرى **


المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونسأله الخير كله ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

حدثنا أبي الشيخ الإمام تغمده الله برحمته فيما قرأه علينا من لفظه قال أخبرنا ابن السقطي يعني محمد بن عبد العظيم أخبرنا عبد العزيز بن باقا إجازة أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي إجازة إن لم يكن سماعا ثم ظهر سماعه من بعد أخبرنا القاسم بن أبي المنذر الخطيب أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الحافظ حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني قالوا حدثنا عبيد الله بن موسى

ح وأخبرنا الحافظ أبو العباس الأشعري بقراءتي عليه أخبرنا يوسف بن المهتار إجازة وحدثني عنه أبو الحسن بن العطار سماعا على سماع أخبرنا الإمام أبو عمرو عثمان ابن عبد الرحمن بن الصلاح أخبرنا منصور بن عبد المنعم الفراوي بنيسابور أخبرنا

أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ

ح قال ابن الصلاح وأخبرنا الشيخان أبو النجيب إسماعيل بن عثمان القاري ومحمد بن الحسن بن سعيد الطبري الصرام بنيسابور قالا أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري أخبرتنا جدتي الحرة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف هو الشيخ ابن ماموية أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة

ح قلت وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أخبرنا المبارك بن أبي الجود البغدادي أخبرنا أحمد بن أبي غالب بن الوراق أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن رشيد الخوارزمي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قرة

ح قال ابن الصلاح وأخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر النيسابوري فقيه نيسابور ومفتيها قراءة عليه بها أخبرنا أبو الأسعد القشيري أخبرنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري أخبرنا أبو نعيم عبد الملك ابن الحسن الإسفراييني أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال إن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي وأبا العباس الغزي والعباس بن محمد حدثونا قالوا حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع هذا لفظ ابن ماجه

ولفظ ابن الأعرابي بالحمد لله أقطع

ولفظ البغوي بحمد الله والكل بلفظ أقطع من غير إدخال الفاء على خبر المبتدأ

وأخرجه أبو داود في الأدب من سننه عن أبي توبة هو الحلبي قال زعم الوليد عن الأوزاعي عن قرة به ثم قال أبو داود رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي مرسلا

ورواه أبو عبد الرحمن النسائي في عمل اليوم والليلة عن محمود بن خالد عن الوليد عن الأوزاعي به وعن محمود بن خالد أيضا عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري رفعه مثله وعن قتيبة عن ليث عن عقيل عن ابن شهاب مرسلا واللفظ كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم أدخل الفاء في الخبر وليس ذلك في أكثر الروايات

وقد جاء موضع كلام أمر وجاء موضع أقطع و أجذم أبتر وجاء الجمع بينهما وجاء موضع يبدأ يفتح وجاء موضع الحمد الذكر وجاء موضع الحمد أيضا بسم الله الرحمن الرحيم وسنسوق إن شاء الله هذه الروايات بعد الكلام على هذا الحديث فنقول

قد أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه من طريقين

إحداهما قال حدثنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين حدثنا الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع وبوب على هذا بالإخبار عما يجب على المرء من ابتداء الحمد لله جل وعلا في أوائل كلامه عند بغيه مقاصده

والثانية قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان أبو علي بالرقة حدثنا هشام بن عمار حدثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن قرة فذكره بلفظه حرفا حرفا فكأن هشام بن عمار حدث به مرتين مرة عن أبن أبي العشرين ومرة عن شعيب بن إسحاق وكلاهما حدثه به عن الأوزاعي

وبوب أبو حاتم على هذا بالأمر للمرء أن تكون فواتح أسبابه بحمد الله لئلا تكون أسبابه بترا ولم يظهر لي وجه المغايرة لاسيما واللفظ واحد وليس في اللفظ أبتر

بل أقطع كما هو في اللفظ الأول ولئن ادعى أبو حاتم المغايرة بين الأسباب والكلام وقال ذكرنا الطريق الأولى للدلالة على افتتاح الكلام بالحمد لله والثانية للدلالة على افتتاح الأسباب بها نقل له الكلام لبغيه المقاصد من جملة الأسباب وهب أنه غيره فالحديث واحد فإن دل على الأمرين فاعقد لهما بابا واحدا وما أراه إلا على عادته في تكثير الأنواع فكأنه قصد بالأول وهو الكلام الأقوال وبالثاني وهو الأسباب الأفعال ولا طائل تحت هذا

وإن قال قائل قد افتتح هذا بالأمر للمرء وذاك بالإخبار له والأمر غير الخبر لأن الأمر إنشاء وهو قسيم للخبر فجوابه أنه قال هناك ذكر الإخبار على ما يجب على المرء فاستويا ثم هب أن الحال كما زعمت فالدال حديث واحد بلفظ واحد فليس غير ما أحسب من أنه قصد التنويع إلى ألفاظ وأفعال

وكذلك أخرجه الحاكم في مستدركه

وقضى ابن الصلاح بأن الحديث حسن دون الصحيح وفوق الضعيف محتجا بأن رجاله رجال الصحيحين سوى قرة قال فإنه ممن انفرد مسلم عن البخاري بالتخريج له

وأنا أقول لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد مقرونا بغيره وليس لها حكم الأصول وإنما خرج له الأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأدعى مع ذلك أن الحديث صحيح كما ادعاه هذان الحبران ابن حبان وابن البيع

فإن قلت فما حال قرة بن عبد الرحمن عندكم قلت هو عندي في الزهري ثقة ثبت فقد قال الأوزاعي ما أحد أعلم بالزهري منه وقال يزيد بن السمط أعلم الناس بالزهري قرة بن عبد الرحمن ونازعه أبو حاتم فقال هذا الذي قاله يزيد

ليس بشيء يحكم به على الإطلاق وكيف يكون قرة أعلم الناس بالزهري وكل شيء روى عنه نحو ستين حديثا بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر ويونس والزبيدي وعقيل وابن علية هؤلاء الستة أهل الحفظ والإتقان والضبط والمذاكرة وبهم يعتبر حديث الزهري

قلت لا شك أن هؤلاء أرجح من قرة حفظا وضبطا لكن لا على الإطلاق فقد يكون لقرة خصوصية زائدة بالزهري وإلا فهذا الأوزاعي إمام أهل الشام كلامه يؤيد كلام يزيد بن السمط ثم أنا لا أدعي أنه أرجح منهم في الزهري وإنما أقول إنه عارف بالزهري غير متهم فيه وليس في كلام أبي حاتم ما يدرأ ذلك بل ذكره إياه في كتاب الثقات مع ما حكاه مما يدل على تبجيله وإن لم يوافق عليه على الإطلاق دليل على ما أدعيه

وقال الحافظ أبو أحمد ابن عدي روى الأوزاعي عن قرة عن الزهري بضعة عشر حديثا ولقرة أحاديث صالحة ولم أر له حديثا منكرا وأرجو أنه لا بأس به

فإن قلت فقد قال ابن معين إنه ضعيف وقال أحمد منكر الحديث جدا وقال أبو زرعة الأحاديث التي يرويها مناكير وقال أبو حاتم والنسائي ليس بقوي وقال أبو داود في أحاديثه نكارة

قلت هذا الجرح إن قبل فلا أقبله في حديث الزهري ولئن قبلته فيه فلا أقبله في هذا الحديث منه فلحديث قرة عندي درجات أدناها حديثه عن غير الزهري كحديثة عن عطاء بن أبي رباح ومنصور بن المعتمر وكحديثه عن حبيب بن أبي ثابت وأعلا منها حديثه عن الزهري لما عرفت من خصوصيته به لا سيما

ما حدث به عنه الأئمة مثل الأوزاعي إمام أهل الشام والليث بن سعد إمام أهل مصر وأعلا منها هذا الحديث بخصوصه فهو من أثبت أحاديثه عن الزهري لأنه انضم إلى تحديث الأوزاعي به عنه وقبوله إياه منه أنه أعني الأوزاعي حدث به أيضا عن شيخه الزهري وأن قرة توبع عليه

وإنما قلت إنه من أثبت أحاديثه عن الزهري ولم أقل إنه أثبت أحاديثه مطلقا لاحتمال أن يكون له عن الزهري حديث حصل فيه مثل ما حصل في هذا من المتابعة وغيرها

فأما تحديث الأوزاعي به عن الزهري فقد قال الدارقطني إن محمد بن كثير رواه عن الأوزاعي عن الزهري لم يذكر قرة

قلت وكذلك حدث به خارجة بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة لم يذكر قرة أيضا

حدث به عن خارجة الحافظ عيسى بن موسى غنجار فيما أخبرنا به أحمد بن علي ابن الحسن بن داود الحنبلي وزينب بنت الكمال وفاطمة بنت إبراهيم إذنا عن محمد بن عبد الهادي عن أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار المكي أخبرنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي الحافظ حدثني أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ حدثنا عصمة بن محمد بن إدريس البيكندي ببخاري حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عمار وعلي بن الحسن البخاريان قالا حدثنا إسحاق بن حمزة حدثنا عيسى بن موسى غنجار حدثنا خارجة بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن

أبي هريرة أن رسول الله قال كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع

وكذلك رواه مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري وقال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع وذلك فيما أنبأناه الحافظ الكبير شيخنا أبو الحجاج القضاعي قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب الحراني سماعا عليه أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ قال حدثنا محمد ابن حمزة بن محمد القرشي بدمشق أخبرنا هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني أخبرنا أحمد بن علي الحافظ أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق ومحمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي قالا حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد ابن صالح البصري بها حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع

فإن قلت إذا كان الأوزاعي يرويه تارة عن قرة وتارة عن شيخ قرة فهذا اضطراب في حديثه

قلت الأوزاعي أجل من أن ينسب حديثه إلى الاضطراب ولو كان ثم اضطراب لجعلنا الحمل فيه على الرواة عنه لا عليه ولكني أقول لا اضطراب فإنه لا مانع أن يروى الحديث تارة عن واحد وتارة عن شيخ ذلك الواحد إذا كان قد سمعه منهما

ولا سيما عند اختلاف اللفظ وذلك موجود في رواية مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري فإنه جعل البسملة موضع الحمدلة فلعله سمعه من قرة عن الزهري بلفظ الحمدلة وسمعه هو من الزهري بلفظ البسملة وبتقدير اتحاد اللفظ في الموضعين وهي رواية محمد بن كثير وخارجة بن مصعب عن الأوزاعي فلا بدع في روايته لحديث عن واحد وعن شيخه كما عرفناك وكما يجوز أن يسمعه من شيخين فيقتصر مرة على ذكر أحدهما وأخرى على ذكر الآخر وقد فعل ابن حبان ذلك في صحيحه في هذا الحديث كما أريناك أنه رواه مرة من طريق ابن أبي العشرين وأخرى من طريق شعيب بن إسحاق وكلاهما حدث هشاما به عن الأوزاعي

وأما بيان أن قرة قد توبع عليه فقد تابعه يونس بن يزيد فرواه عن الزهري كما سيأتي والأوزاعي نفسه فحدث به عن الزهري كما سبق ومحمد بن الوليد الزبيدي فرواه عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه كما سيأتي وأنا لا أقول إن السندين إلى يونس بن يزيد وإلى الأوزاعي عن الزهري صحيحان ولكني أقول يقوي بهما حديث قرة وقد لا ينتهض الشيء حجة بمفرده وينتهض مقويا ومرجحا لاسيما عند انضمام غيره إليه

وأقول أيضا إن من أرسل يعضد من سند لعدم التنافي بين الإرسال والإسناد وقد أرسله عقيل فرواه عن الزهري مرسلا وقدمناه نحن من كلام النسائي فإنه أخرجه عن قتيبة عن الليث عن عقيل عن الزهري مرسلا كما عرفناك واللفظ فهو أجذم وعقيل أحد الستة الأثبات عن الزهري الذين ذكرهم ابن حبان

وأرسله أيضا يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن عبد العزيز كما حكيناه عن أبي داود

بل روى من حديث صحابي آخر بطريق أخرى فأخبرنا يوسف بن عبد الرحمن الحافظ في كتابه أن الفقيه أبا عبد الله الحنبلي أخبره بقراءته عليه أن الحافظ أبا محمد الرهاوي أخبره قال أخبرني عمر بن محمد بن أبي بكر المؤدب أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن هاشم العلوي أخبرنا أبو بكر هو ابن ريذة أخبرنا أبو القاسم هو الطبراني الحافظ حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا صدقة بن عبد الله عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي قال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع

فإن قلت لقد وقع الاضطراب في هذا الحديث سندا ومتنا

أما سندا فالزهري تارة يرويه عن أبي سلمة عن أبي هريرة وتارة عن ابن كعب عن أبيه رواه عن الزهري كذلك محمد بن الوليد الزبيدي كما رأيت وكذلك رواه عن الزهري محمد بن سعيد يقال له الوصيف كما ذكره الدارقطني والأوزاعي تارة يرويه عن قرة عن الزهري وتارة يرويه عن الزهري نفسه وتارة يرويه عن يحيى فقال الحافظ أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي صاحب كتاب الألقاب فيما أنبأنيه الحافظ أبو الحجاج المزي أخبرنا ابن شبيب أخبرنا عبد القادر الحافظ أخبرنا عبد الغني بن شيخنا الحافظ أبي العلاء الهمذاني أخبرنا عبد الملك بن مكي الشعار أخبرنا أحمد بن عمر البيع أخبرنا حميد بن المأمون أخبرنا أبو بكر الشيرازي حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن مفلح حدثنا أبو يوسف محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المهنا

المصيصي حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر البزار حدثنا ابن كثير يعني محمد المصيصي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع

وأما المتن ففي لفظ كل كلام وفي آخر كل أمر والأمر أعم من الكلام لأنه قد يكون فعلا ومنه قوله تعالى ‏{‏وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ‏}‏ أي وما فعله وقوله تعالى ‏{‏وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ‏}‏ أي الفعل

وفي لفظ بحمد الله و بالحمد

وفي آخر الحمد والصلاة على النبي

أنبأناه أحمد بن علي الحنبلي عن محمد بن عبد الهادي عن السلفي أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار المكي القزويني أخبرنا أبو يعلى الخليلي الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن جرير بن الفضل بن الموقر بهمذان حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين الطيان الأصبهاني حدثنا الحسن بن أبي القاسم الأصبهاني حدثنا إسماعيل ابن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهوأقطع أبتر ممحوق من كل بركة

وفي ثالث ببسم الله الرحمن الرحيم وقد قدمناه

وفي رابع بذكر الله

أخبرناه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المسند إذنا خاصا أخبرنا المسلم بن محمد بن علان أخبرنا حنبل بن عبد الله الرصافي أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن الحصين أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان أخبرنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا يحيى بن

آدم حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كل أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله فهو أبتر أو قال أقطع

وفي لفظ وصف الكلام أو الأمر بأنه ذو بال وذلك في أكثر الروايات وفي آخر لم يقل ذي بال كما سقناه في رواية غنجار

وفي لفظ فهو بدخول الفاء على المبتدأ الثاني الذي هو وخبره خبر عن المبتدأ الأول وهو كل والخبر جملة وفي آخر بدون الفاء والخبر مفرد

وفي لفظ أقطع وفي آخر أبتر وفي ثالث أجذم رواه النسائي وفي رابع الجمع بين أقطع و أبتر وزيادة ممحوق من كل بركة كما رأيت ذلك كله

قلت لا يضر شيء من هذه الاختلافات لاحتمال سماع الزهري من أبي سلمة عن أبي هريرة ومن ابن كعب عن أبيه إن ثبتت رواية عن ابن كعب وهي تؤيد الرواية الأولى وتعضدها ويكون قد سمعه من النبي وحدث به عنه صحابيان كعب وأبو هريرة

وأما الأوزاعي عن قرة عن الزهري تارة وعن الزهري نفسه أخرى فقد قدمنا الكلام عليه

وأما الأوزاعي عن يحيى فقد خفي على الحافظ عبد القادر الرهاوي حاله فقال كذا كان في أصل أبي يوسف الوراق قرأه علينا بلفظه من أصل كتابه

قلت ظن بعض المحدثين أنه يحيى بن أبي كثير أحد الأئمة من شيوخ الأوزاعي

قلت ولو كان كذلك لكان عاضدا قويا ويكون الأوزاعي قد سمعه من قرة عن الزهري ومن يحيى بن أبي كثير عن الزهري ويكون ابن أبي كثير حينئذ قد تابع قرة عن الزهري كما تابع قرة عقيل فلئن ثبت جميع ما ذكره يكون كعب

قد تابع أبا هريرة وابن أبي كثير قد تابع الزهري وعقيل قد تابع قرة ولكن ليس الأمر كذلك فإن يحيى المشار إليه هو قرة بن عبد الرحمن ويحيى اسمه

قال ابن حبان كان إسماعيل بن عياش يقول إن اسمه يحيى وقرة لقب سمعت الفضل بن محمد العطار بأنطاكية يحكيه عن عبد الوهاب بن الضحاك عنه

قال ابن حبان وهذا شيء يشبه لا شيء لأن عبد الوهاب واه ولم يكن هذا الشأن من صناعته فيرجع إليه فيما يحكيه عنه

قلت والأظهر عندي أن الأمر كما زعم عبد الوهاب ولو كان هذا الحديث عند يحيى بن أبي كثير لما خفى على الحفاظ ولما انفرد الأوزاعي بروايته عنه ولما كان يتركه في الغالب من أمره ويذكر قرة

وأما تغاير الأمر والكلام فصحيح غير أنه قد يوضع الأخص موضع الأعم بل أقول إن بينهما عموما وخصوصا من وجه فالكلام قد يكون أمرا وقد يكون نهيا وقد يكون خبرا والأمر قد يكون فعلا وقد يكون قولا والأمر في هذا قريب

وأما ذكر ذي بال في بعض الألفاظ دون بعض فالأثبت سندا إثباتها غير أني أقول

قد يقول القائل إن لم يفتح بالحمد لا يكون ذا بال وهذا سؤال يطرق من أثبت هذه الزيادة فيقال له كيف يكون ذا بال وهو غير مبدوء بالحمد دون من لم يوردها

وجواب من أثبتها أن المعنى بكونه ذا بال أنه مهتم به معنى بحاله ملقى إليه بال صاحبه فإذا كان بهذه المثابة ولم يفتتح بالحمد كان أقطع لا يفيده إلقاء البال واعتناء الرجال شيئا

فإن قلت فما لم يلق إليه البال إذا لم يفتتح بالحمد ما حاله أيكون أقطع على هذه الرواية أم لا

قلت يكون أقطع من باب أولى فهذه الزيادة تنبه عليه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى

وأما يفتح و يبدأ فسواء في المعنى

وأما الحمد و البسملة فجائز أن يعني بهما ما هو الأعم منهما وهو ذكر الله والثناء عليه على الجملة إما بصيغة الحمد أو غيرها ويدل على ذلك رواية ذكر الله وحينئذ فالحمد والذكر والبسملة سواء

وجائز أن يعني خصوص الحمد وخصوص البسملة وحينئذ فرواية الذكر أعم فيقضي لها على الروايتين الأخيرتين لأن المطلق إذا قيد بقيدين متنافيين لم يحمل على واحد منهما ويرجع إلى أصل الإطلاق

وإنما قلنا إن خصوص الحمد والبسملة متنافيان لأن البداءة إنما تكون بواحد ولو وقع الابتداء بالحمد لما وقع بالبسملة وعكسه ويدل على أن المراد الذكر فتكون روايته هي المعتبرة أن غالب الأعمال الشرعية غير مفتتحة بالحمد كالصلاة فإنها مفتتحة بالتكبير والحج وغير ذلك

فإن قلت لكن رواية بحمد الله أثبت من رواية بذكر الله

قلت صحيح ولكن لم قلت إن المقصود بحمد الله خصوص لفظ الحمد ولم لا يكون المراد ما هو أعم من لفظ الحمد والبسملة ويدل على ذلك ما ذكرت لك من الأعمال الشرعية التي لم يشرع الشارع افتتحاها بالحمد بخصوصه ويدل عليه أيضا أنه ورد بالحمد و بحمد الله والحمد إذا أطلق يراد الأعم من خصوصه

كما يقول سورة الحمد ويعني الفاتحة وهي مشتملة على لفظ الحمد وغيره

وأما دخول الفاء في خبر هذا المبتدأ مع عدم اشتماله على واقع موقع الشرط أو نحوه موصولا بظرف أو شبهه أو فعل صالح للشرطية فوجهه أن المبتدأ وهو كل أضيف إلى موصوف بغير ظرف ولا جار ومجرور ولا فعل صالح للشرطية وحينئذ يجوز دخول الفاء على حد قول الشاعر

كل أمر مباعد أو مدان ** فمنوط بحكمة المتعال

وقد أضيف المبتدأ في الحديث وهو كل إلى موصوف بمفرد وهو ذي بال وجملة وهو لا يبدأ فيه بحمد الله في رواية من جمع بينهما

وأما أقطع و أبتر و أجذم فمعانيها إن لم تتحد فهي متقاربة فلعل النبي قال كل واحدة مرة أو لعل الراوي روى بالمعنى

وأما زيادة الصلاة وزيادة ممحوق من كل بركة فإن صحا لم يضر غير أن سندهما لا يثبت

فإن قلت هل يحكم للحديث بالرفع مع أن الأثبات البزل عن الزهري وهم يونس بن يزيد وعقيل بن خالد وشعيب بن أبي جمرة وسعيد بن عبد العزيز إنما رووه عن الزهري مرسلا ولو أن واحدا من هؤلاء الأربعة عارض قرة لحكم له على قرة فما ظنك باجتماعهم ومن أجل ذلك قال جهبذ العلل والحافظ الجبل أبو الحسن الدارقطني إن الصحيح عن الزهري المرسل

قلت لو أن بين الإسناد والارسال معارضة لقضيت لهؤلاء على قرة ولكن لا تنافى بينهما ولا معارضة والحديث إذا أسند مرة وأرسل أخرى فالحكم للإسناد

ولذلك حكم إمام الصناعة ومقدم الجماعة أبو عبد الله البخاري لإسناد إسرائيل بن يونس عن جده أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري عن النبي حديث لا نكاح إلا بولي على إرسال سفيان وشعبة وهما من هما في الحفظ والإتقان وعلو الشأن عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي مرسلا وأقسم بمن فاوت بين مقدارهم لنسبة إسرائيل إليهما أبعد من نسبة قرة إلى الأربعة وكيف وقرة فيما ذكر أعلم الناس بالزهري وقد توبع في هذا الحديث وشيخه الزهري كان كثير الإرسال ثم كان يفصح بالإسناد بعد الإرسال بل ربما أرسل ثم أفصح بإسناد لا يقبل

من أجل ذلك أهدر الإمام المطلبي مرسلاته وذكر رضي الله عنه في مثال عوارها حديثه في الضحك في الصلاة مرسلا ثم وجدانه إياه إنما رواه عن سليمان بن أرقم وسليمان بن أرقم ضعيف ثم قال يقولون يحابى ولو حابينا لحابينا الزهري وإرسال الزهري ليس بشيء وذاك أنا نجده يروى عن سليمان بن أرقم انتهى

قلت وإنما رد إرساله عند الإطلاق لاحتمال أن يكون طوى ذكر من لو أفصح به لرددناه كما فعل في حديث الضحك فإنه طوى ذكر سليمان وهو ضعيف أما إذا تبين أنه طوى ذكر ثقة كما في حديث الحمد فلا يرتاب في قبوله فإنه بين برواية قرة أن المطوى ذكره أبو سلمة وهو ثقة الثقات فلئن أرسله الحافظ الجبل فلقد أسنده الإمام الأجل أعنى محمد بن إسماعيل

وأقول أيضا إن الأخذ بالإسناد هنا أولى منه في حديث لا نكاح إلا بولى من وجهين حديثي وفقهي

أما الحديثي فإن راوي الإسناد عن قرة إمام كبير وهو الأوزاعي فالأكثر في الرواية عنه الإسناد ورواية الإرسال عنه قليلة

وأما الفقهي فإن الحمد حديث في فضائل الأعمال فكان قبوله أقرب من حديث لا نكاح إلا بولي لما يتعين من مزيد الاحتياط في ذلك هذا منتهى الكلام على الحديث ولا ريب في أنه بعد ثبوت صحته ورفعه مسندا غير بالغ مبلغ الأحاديث المتفق على أنها مسندة صحيحة ولكن للصحيح مراتب

فإن قلت إذا كان كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع فلم لم يفتتح المزني مختصره بالحمد بل افتتحه بقوله هذا مختصر اختصرته من علم الشافعي إلى آخر ما ذكره فإن كان مختصر المزني أقطع فواها عليكم معاشر الشافعيين فإنه زينة مذهبكم وعمدة أصلكم وقاعدة طريقكم وقعر يمكم وموئلكم حين تختلفون ومرجعكم حين تضطربون ومفزعكم حين تتلاطم أمواج الآراء ويتناضل في المحافل الفقهاء وإلا يكن أقطع فما باله غير مفتتح بالحمد

قلت نقول في الجواب أولا ما قاله قدماء أصحابنا إن كان سؤالكم ذا بال فهلا قدمتم عليه حمد الله وإلا فلا يلتفت إليه

وثانيا إن الأمر بالحمد معناه قوله لا كتابته ولم قلتم إن المزني الذي كان يصلي ركعتين عند نجاز كل باب من مختصره لم ينطق بالحمد حين ابتدائه تضنيفه

ويوضح هذا أن قول النبي كل أمر ذي بال الحديث ذو بال وشرف باذخ بلا مراء ولم يرد قبله لفظ الحمد وذلك محمول على أن الله تعالى محمود على لسان نبيه وقلبه في كل الأحوال وهذا أبو عبد الله البخاري لم يسطر لفظ الحمد في مفتتح جامعه وليس لأحد أن يقول إنه لم يحمد عند ابتدائه إلا إن ثبت عنده أنه لم يقل ذلك لا لفظا ولا غير لفظ وانقلاب البحر زئبقا في نظر أولى النهي أقرب من ثبوت ذلك في البخاري والمزني

وقد قال الخطيب أبو بكر الحافظ رحمه الله في جامعه إنه رأى كثيرا من خط الإمام أحمد رضي الله عنه فيه ذكر النبي وليست الصلاة على النبي مكتوبة معه قال وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظا

والاعتذار عن البخاري والمزني بما ذكرت أولى من الاعتذار عنهما بعدم صحة الحديث عندهما فإنه بتقدير تسليم أنه لن يصح يقال أليس هو في فضائل الأعمال وعندهما من الورع ما يحمل على اعتماده وإن لم يصح

وثالثا إن دعواكم على أبي إبراهيم أنه لم يبتدىء المختصر بتسطير الحمد لله ممنوع بل للمختصر خطبة موجودة في كثير من الأصول القديمة حكاها الشيخ أبو حامد و الماوردي وهي الحمد لله الذي لا شريك له ولا مثل الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}

والمرضى عندي في الجواب جواب رابع عن البخاري والمزني وهو أن الحمد إما أن يعني به ما هو أعم من لفظه وهو الذكر أو خصوصه وأيا ما كان فالمأمور به لفظ الذكر أما على الأول فواضح وأما على الثاني فلما قدمناه من أن رواية

الحمد حينئذ معارضة برواية البسملة فيسقط القيدان ويرجع إلى أصل الإطلاق وهو الذكر والبسملة ذكر وقد ابتدأ بها المزني والبخاري كتابيهما

فإن قلت إذا كان لفظ الذكر هو المأمور به دون خصوص البسملة والحمدلة فما وجه تخصيص البسملة بالذكر

قلت له وجهان أحدهما يعم البخاري والمزني وهو أن العادة جارية بتقديم البسملة فإذا وافقت العادة المأمور به شرعا كان اعتمادها أولى والثاني معنى لطيف سنح بخاطري يختص بالمزني فأقول

لما كان القرآن عندنا مفتتحا ببسم الله الرحمن الرحيم إذ هي آية من الفاحة على رأينا افتتح أبو إبراهيم مختصره بها ليسلم من قول قائل إذا كان كل ذي بال لا يبتدأ بالحمد أقطع لزم كون القرآن مبتدأ به وإلا لكان أقطع معاذ الله وإذا كان مبتدأ بالحمد خرجت ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏}‏ عنه فنقول الحمد أعم من البسملة والقرآن مفتتح بها وأراد المزني أن يبتدىء بها المختصر لذلك فإن مسألة البسملة أعظم شعار الشافعيين فناسب الافتتاح بها فاشدد يدك بهذا الجواب

ومما أعجبني للحافظ أبي الحسن الدارقطني رحمه الله افتتاحه كتاب الصلاة في سننه بحديث كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع وأراه أشار بذلك إلى تعين الفاتحة في الصلاة وهو استنباط حسن

أخبرنا أبو العباس بن المظفر الحافظ بقراءتي عليه أخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر وغيره إذنا عن أبي المظفر عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعد بن السمعاني أن أباه أخبره قال أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا الإمام أبو عثمان الصابوني أخبرنا أبو سعد أسد بن رستم بن أحمد الرستمي بهراة قال حدثنا أبو نصر منصور بن محمد بن مطرف القاضي حدثنا الخلادي حدثنا محمد بن موسى عن حماد قال كتب

سهل بن هارون في صدر كتاب له وجب على كل ذي مقالة أن يبتدىء بالحمد قبل افتتاحها كما بدىء بالنعمة قبل استحقاقها

قوله استحقاقها تجوز وإلا فالعبد عند أهل السنة والجماعة لا يستحق على الله شيئا ومراده قبل الترشح لها وحضور وقتها ولقد وقعت هذه اللفظة في كلام الإمام الشافعي رضي الله عنه فقال في أحكام القرآن فيما رواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن الربيع ما نصه فنسأل الله المبتدى لنا بنعمه قبل استحقاقها المان بها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب من شكره لها أن يجعلنا من خير أمة أخرجت للناس وأن يرزقنا فهما في كتابه ثم سنة نبيه قولا وعملا يؤدي به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيده انتهى

والاستشهاد منه في موضعين قوله قبل استحقاقها وقوله ويوجب لنا نافلة مزيده أي يجعل المزيد واجب الوقوع لا محالة ضرورة صدقه تعالى في قوله ‏{‏لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ‏}‏ وليس مراده أنه يجب على الله شيء والأصل في ذلك كله قوله في حديث معاذ فما حق العباد على الله

فضل شهادة أن لا إله إلا الله

فبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي وقع طبقات العلماء على هام الملوك وتاجها ودفع بألسنتهم من ترهات المبطلين ما لم يدفعه مساجد التقى ومشاهد الوغى عند عجاج ليلها وليل عجاجها وقمع بهم شبهات الملحدين وما شبهة الملحدين إلا ليل غمة وكلمة العالم صبح انفراجها

نحمده على نعم ألفنا عوائد ابتهاجها وعرفنا فرائد معروفها التي زينت بتكرارها كما زينت لآلىء النظام بازدواجها وصرفنا بفوائد ربحها مقدمات الخسارة ونتاجها

أخبرنا المشايخ حافظ الزمان أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي وأبو الفضل عبد الرحيم بن إبراهيم بن الشيخ تقي الدين أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر وأبو سليمان داود بن إبراهيم بن داود العطار وأبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن إسماعيل بن الكحال العبادي السكري قراءة عليهم وأنا أسمع قال المزي وابن العطار أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري وقال ابن أبي اليسر أخبرنا جدي تقي الدين وقال ابن الكحال أخبرنا المسلم بن محمد بن علان القيسي قالوا أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي أخبرنا عبد الجبار الجراحي أخبرنا المحبوبي

أخبرنا أبو عيسى الترمذي الحافظ حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا ابن فضيل

ح وأخبرنا أحمد بن علي بن داود وزينب بنت الكمال وفاطمة بنت إبراهيم إذنا عن محمد بن عبد الهادي عن الحافظ أبي طاهر السلفي أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الحرقي حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد الترمذي حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن مرزوق حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد قال أخبرنا عاصم بن كليب وقال ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء هذا لفظ الترمذي ولفظ الآخر شهادة موضع تشهد

رواه أبو داود بلفظ الترمذي في كتاب الأدب من سننه عن مسدد وموسى ابن إسماعيل كلاهما عن عبد الواحد بن زياد عن عاصم به

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم بن الحجاج

وقال الترمذي إنه حسن غريب

قلت وقد تكلم ابن معين في أبي هشام الرفاعي من أجل رواية هذا الحديث وأبو هشام أحد شيوخ مسلم رحمه الله

وبه إلى أبي عيسى رحمه الله حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن

إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله

رواه النسائي في عمل اليوم والليلة عن يحيى بن حبيب بن عربي ورواه ابن ماجه في ثواب التسبيح عن دحيم كلاهما عن موسى بن إبراهيم وقال الترمذي حسن غريب

قلت وقد أخبرناه صالح بن مختار بن صالح بن أبي الفوارس الأشنوي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي سماعا وإبراهيم بن خليل الأدمي إجازة قالا أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه أخبرنا علي بن شجاع في كتابه أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبي جعفر حدثنا موسى بن إبراهيم فذكره إلا قوله وأفضل الدعاء الحمد لله فلعل الراوي فيه اقتصر على رواية بعض الحديث لعدم ارتباطه بالبعض المتروك منه

وقد يقع السؤال عن جعل الحمدلة دعاء ويجاب بما لسنا له الآن وليس ذلك

على حد قوله تعالى ‏{‏وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ فإن كون الحمدلة آخر الدعاء لا تقتضي أن يكون دعاء

وقد روى الطبراني هذا الحديث في كتاب الدعاء ولفظه أفضل الكلام لا إله إلا الله وأفضل الذكر الحمد لله

أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي المقدسي الصالحي الحريري قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو الحسن بن البخاري أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو الحسين محمد بن النصر الموصلي النحاس حدثنا الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا محرز بن عون حدثنا عثمان بن مطر حدثنا عبد الغفور عن أبي نصيرة عن أبي رجاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون

لم يخرجه أحد من الأئمة الستة وليس لأبي رجاء في الكتب الستة شيء لا عن أبي بكر ولا عن غيره ولكن في أبي داود والترمذي من حديث عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر الصديق عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله قال ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة

قلت وأنا أعتقد أن مولى أبي بكر المشار إليه هو أبو رجاء هذا والله أعلم

أخبرنا الشيخ الإمام أبي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته وجمع بيني وبينه في دار كرامته بقراءتي عليه أخبرنا إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم النحاس سماعا أن يوسف بن خليل الحافظ أخبره أخبرنا محمد بن أبي زيد أخبرنا محمود ابن إسماعيل الصيرفي أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا أبو القاسم الطبراني حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقري حدثنا أبو حنيفة عن أبي الزبير عن جابر أن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي قال يا رسول الله أخبرنا عن ديننا هذا كأننا خلقنا له الساعة في أي شيء نعمل أفي شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام أم في أمر مستأنف قال بل فيما ثبتت فيه المقادير وجرت به الأقلام قال سراقة ففيم العمل يا رسول الله قال رسول الله اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول الله هذه الآية ‏{‏فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‏}‏ قال بلا إله إلا الله ‏{‏فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى‏}‏ قال بلا إله إلا الله ‏{‏فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى‏}

أخرجه مسلم مختصرا عن أحمد بن عبد الله بن يونس ويحيى بن يحيى كلاهما عن زهير بن معاوية الجعفي أبي خيثمة الكوفي عن أبي الزبير به ولفظه قال جاء سراقة فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيما العمل اليوم

أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وكل عامل ميسر لعمله

هذا لفظ مسلم وفيه كما ترى زيادة وكل عامل ميسر لعمله ونقصان تلاوة النبي للآية وتفسيره الحسنى بلا إله إلا الله الذي هو محط غرضنا هنا ولم أجده أعني تفسير الحسنى بلا إله إلا الله في شيء من كتب الصحاح

والذي في الصحيحين وأبي داود والترمذي من حديث علي كرم الله وجهه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله فقعد وقعدنا حوله ومعه محضرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسيصير لعمل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسيصير لعمل الشقاء ثم قرأ ‏{‏فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى‏}‏ الآية

هذا لفظ الصحيحين ولفظ أبي داود والترمذي نحو ذلك مع مزيد بسط

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن أبي سعيد الكرماني حضورا أخبرنا القاسم بن عبد الله الصفار أخبرنا وجيه بن طاهر الشحامي

ح وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحيم الكمالية سماعا عن عبد الخالق بن الأنجب النشتبري إجازة عن وجيه كتابة أخبرنا الفقيه أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي العدل إملاء أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي حدثنا الوليد بن القاسم حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر

أخرجه الترمذي عن الحسن بن علي بن يزيد الصدائي البغدادي عن الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني به

أخبرنا المسند أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن داود الجزري الحنبلي

قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفهم بن عبد الرحمن البلداني قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة أخبرنا الشيخان الإمام أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب وأبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي قراءة عليهما وأنا أسمع بالموصل قالا أخبرنا الإمام أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني العدل سنة ثمان وعشرين وخمسمائة حدثنا أبو نصر أحمد ابن عبد الباقي بن طوق حدثنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الحافظ الموصلي حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا سفيان بن حبيب عن شعبة عن ثوير يعني ابن أبي فاختة عن أبيه عن الطفيل بن أبي عن أبيه قال سمع النبي رجلا يقرأ ‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}‏ قال شهادة أن لا إله إلا الله

رواه الترمذي عن الحسن بن قزعة عن سفيان بن حبيب عن شعبة به

وثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة ضعيف لا يحتج به

وخرج الحاكم في مستدركه عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى ‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}‏ قال شهادة أن لا إله إلا الله والله أكبر وهذا موقوف

وأما ما يروي موقوفا عن أنس رضي الله عنه في ‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}

قال ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏}‏ فقال الدارقطني في العلل لا يصح إلا عن الزهري من قوله

أخبرنا حافظ الزمان أبو الحجاج المزي بقراءتي عليه أخبرنا أبو المعالي أحمد بن الحافظ أبي حامد بن الصابوني بقراءتي عليه بمصر أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي أخبرنا الشيخ أبو العلاء محمد بن عبد الجبار ابن محمد الفرساني أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الحافظ المعدل حدثنا أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان حدثنا عبدوس بن محمد المصري حدثنا منصور بن عمار عن ابن ليهعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله قال شعار أمتي إذا حملوا على الصراط لا إله إلا أنت

أبو قبيل اسمه حيى بن هاني بن ناضر بالضاد المعجمة كان رجلا صالحا مات سنة ثمان وعشرين ومائة وليس له عن عبد الله بن عمرو رواية في شيء من الكتب الستة وهو ثقة صرح جماعة بتوثيقه وقال أبو حاتم صالح الحديث

أخبرنا أبي الشيخ الإمام رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا عبد الله بن ريحان بقراءتي عليه بالقاهرة أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله الشافعي وعبد الله بن رواج قالا أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي

ح قال الشيخ الإمام وأخبرنا محمد بن أبي بكر الحلبي بقراءتي عليه بدمشق أخبرنا أبو مدين شعيب بن يحيى بن أحمد الزعفراني سماعا بمكة أخبرنا السلفي

ح قلت أنا وأخبرنا جماعة عن محمد بن عبد الهادي عن السلفي أخبرنا القاسم بن الفضل حدثنا أبو عبد الله محمد بن نظيف الفراء المصري بمكة حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمود بن أحمد الشمعي حدثنا خلف بن عمر عن أبيه عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت أن لا يسألني عنها أحد غيرك لما رأيت من حرصك على الحديث شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله

وأخبرناه صالح بن مختار الأشنوي بقراءة أبي رحمة الله عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة أخبرنا أحمد بن عبد الدائم سماعا وإبراهيم بن خليل إجازة قالا أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد ابن أحمد بن الهيثم الصباغ حدثنا أبو الحسن عبيد الله بن المقير بن منصور النيسابوري قرىء على أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر وأنا أسمع حدثنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عمرو يعني ابن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال لي النبي لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك

على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه

رواه البخاري ولفظه قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لقد ظننت أن لايسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حصرك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه رواه عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن سليمان بن بلال وعن قتيبة عن إسماعيل بن جعفر كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب به

ورواه النسائي عن علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر به

قلت وأول في قوله أول منك أفعل تفضيل وهي مضمومة على أنها صفة لأحد وقد رددت على من يفتحها وهذا المكان ينبغي أن يستشهد به على مجيء أول هكذا ونظيره وقع في حديث الإسراء من قول أم هانيء فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل كما وصف لهم كذا وقع في السيرة وغيرها وهي المسألة التي أشار إليها ابن مالك في التسهيل بقوله ويلحق بأسبق مطلقا أول صفة وإن نويت إضافته بني على الضم وربما أعطى مع نيتها ما له مع وجودها

أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن الضياء قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا ابن البخاري

وأبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد المقدسي قالا أخبرنا عبد الصمد بن الحرستاني قال الأول سماعا وقال الثاني حضورا عن عبد الكريم بن حمزة السلمي أخبرنا عبد العزيز الكناني أخبرنا تمام بن محمد حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص حدثنا محمد بن سعيد الطائفي ببغداد حدثني ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون لا إله إلا الله والناس بهم

هذا حديث غريب من حديث عطاء وغريب أيضا من حديث الراوي عنه ابن جريج تفرد بروايته عنه أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي وليس هو من هذا الوجه في شيء من الكتب الستة

وقد روي من حديث ابن عمر بلفظ آخر

فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أيوب بن علي بن حازم الدمشقي إذنا أخبرنا أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد بن خطيب القرافة حضورا في الخامسة عن الحافظ أبي طاهر السلفي أخبرنا أبو غالب الكرخي أخبرنا أبو القاسم بن بشران أخبرنا عبد الباقي

ابن قانع القاضي حدثنا حمزة بن داود بن سليمان المؤدب بالأبلة حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم وكأني بهم ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏}

وأخبرنا صالح الأشنوي سماعا عليه أخبرنا ابن عبد الدائم أخبرنا الثقفي أخبرنا الأصبهاني أخبرنا أحمد بن علي الأسواري كتابة أخبرنا علي بن شجاع في كتابه أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبي جعفر بن أحمد حدثنا علي بن بشر حدثنا يحيى عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏}

أخبرنا محمد بن إسماعيل الحموي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا ابن البخاري أخبرنا ابن طبرزد سماعا وأبو الفرج بن الجوزي ومحمد بن أحمد بن بختيار المندائي وعبد الله بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الطويلة والحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف

إجازة قالوا كلهم أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المعروف بابن الطبر قراءة عليه ونحن نسمع متفرقين أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي سماعا أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكرياء بن حيوية حدثنا محمد حدثنا سلمة بن شبيب عن عبد الله بن إبراهيم المدني حدثنا عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إن لله عمودا من نور بين يديه فإذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود فيقول الله تعالى اسكن فيقول يا رب كيف أسكن ولم تغفر لقائلها قال فيقول فإني قد غفرت له

ليس هذا الحديث في شيء من الكتب الستة

أخبرنا أحمد بن المظفر الحافظ بقراءتي عليه أخبرنا محمد بن يوسف بن إسماعيل ابن إبراهيم المقدسي أخبرنا ابن المقير أخبرنا ابن شاتيل أخبرنا الحسين ابن علي بن أحمد بن البسري البندار أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثنا حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة

عن ابن عباس في قول الله تعالى ‏{‏الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏ قال استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله

وبه عن عكرمة في قوله تعالى ‏{‏وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ‏}‏ قال قولوا لا إله إلا الله

وفي قول موسى لفرعون ‏{‏هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى‏}‏ قال إلى أن تقول لا إله إلا الله

وفي قوله ‏{‏رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا‏}‏ قال لعلي أقول لا إله إلا الله وأرسله إلى النبي

وفي قوله ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى‏}‏ قال من قال لا إله إلا الله

وفي قول لوط عليه السلام لقومه ‏{‏أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ‏}‏ قال أليس منكم من يقول لا إله إلا الله

وفي قوله تعالى ‏{‏وَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ‏}‏ قال الذين لا يقولون لا إله إلا الله

وفي قوله تعالى ‏{‏وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا‏}‏ قال لا إله إلا الله

وفي قوله تعالى ‏{‏مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا‏}‏ قال قول لا إله إلا الله قال له منها خير لأنه لا شيء خير من لا إله إلا الله

قلت قد اخرج عكرمة خيرا عن ظاهرها وهو كونها أفعل تفضيل وجعلها

على حد قوله تعالى ‏{‏فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ‏}‏ وفي قولك في زيد خير أي خصلة حميدة والذي يظهر على هذا أن تكون من للسببية أي خير حاصل بسببها على حد قوله تعالى ‏{‏مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا‏}‏ وقول امرىء القيس

وذلك من نبإ جاءني ** وخبرته عن أبي الأسود

وقول الفرزدق

يغضي حياء ويغضي من مهابته ** فما يكلم إلا حين يبتسم

فيكون عكرمة قد أخرج خيرا ومن عن الغالب في استعمالهما والأظهر على قوله أن يكون منها في موضع رفع على أنه صفة لخير وحينئذ خير مبتدأ ومنها صفته وله خبره والتقدير خير حاصل بسببها له وإن قدمت الصفة كما زعم عكرمة وجعل التقدير له منها خير أعربت حالا على حد

لمية موحشا طلل **

والأظهر خلاف ما قاله عكرمة وأن خير أفعل تفضيل ويدل عليه مع كونه الغالب في استعمال خير واستعمال من أيضا قوله بعد ذلك ‏{‏وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا‏}‏ فإنه كالصريح في أن المراد بخير الأفضل

وعلى هذا فمنها في موضع نصب وقوله لا شيء خير من لا إله إلا الله صحيح إلا أن المراد بالخير هنا الأضعاف وأن العمل ينقضي والثواب يدوم وشتان ما بين فعل العبد وفعل السيد

وقوله في الذين لا يؤتون الزكاة إنهم الذين لا يقولون لا إله إلا الله لا نوافقه عليه بل ذلك تفسير لفظ المشركين لا تفسير لفظ الذين لا يؤتون الزكاة ولو تم ما قال عكرمة لم يكن في الآية دليل على خطاب الكافر بالفروع ولكن لا يتم لأن لفظ الزكاة حقيقة في إخراج القدر الواجب في المال تطهيرا له وتنمية وإذا لم يتم ففي الآية دليل على أن الكافر مكلف بزكاة المال وهو رأى من يقول إنه مخاطب بالفروع وهو الصحيح

فإن قلت فما تفعل في لفظ ‏{‏تَزَكَّى‏}‏ في قوله ‏{‏هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى‏}‏ وقوله ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى‏}

قلت المراد بالتزكية ثم تزكية النفس بالإيمان بدليل أن موسى عليه السلام إنما طلب من فرعون الإيمان وأن الإيمان أصل الفلاح وقاعدته وأما ‏{‏يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ‏}‏ فلفظ الإتيان دال على أن المعنى بالزكاة الزكاة الشرعية

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن الفضل ابن الواسطي أخبرنا داود بن أحمد بن ملاعب أخبرنا محمد بن عمر الأرموي أخبرنا الشريف أبو الحسين بن المهتدي بالله أخبرنا الحسين بن محمد يعني المؤدب حدثنا أبو بكر يعني النقاش حدثنا سليمان بن سلام الزيني بحمص حدثنا مبارك بن أيوب حدثنا خالد بن عبد الله حدثني عطاء بن السائب

عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول حضر ملك الموت رجلا يموت قال فنظرت إلى قلبه فلم أجد فيه خيرا فنظرت إلى يديه ورجليه فلم أر خيرا فلما أردت أن أجذب روحه وجدت طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول لا إله إلا الله فغفر الله له وأدخله الجنة

ليس لسعيد بن جبير عن أبي هريرة شيء في الكتب الستة وهذا الإسناد غير ثابت فيه من لا يحتج به وقد رواه الطبراني في كتاب الدعاء وفيه ثم شق عن قلبه فلم يجد فيه شيئا ثم فك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول لا إله إلا الله فقال وجبت لك الجنة بقولك كلمة الإخلاص

وقصة المتن أن من تلفظ بالشهادتين ينجو وإن لم يساعد لسانه قلبه وأجمع أهل الحل والعقد أن اللسان لا يكفي ما لم يكن معه الاعتقاد وقد كانت المنافقون تلفظ ولا تعتقد وهم في الدرك الأسفل من النار فإن صح هذا المتن حمل على أنه لم ير في قلبه خيرا من الأعمال الصالحة غير اعتقاد الإيمان وأما اعتقاد الإيمان فلا بد أن يكون فيه ولذلك تلفظ به في هذه الحالة التي لا يكاد يعرب فيها المرء إلا عما هو في ضميره مستقر ويدل على ذلك قوله في رواية الطبراني وجبت لك بقولك كلمة الإخلاص فما سماها كلمة الإخلاص حينئذ إلا وقد خرجت من قلب معتقد ولذلك لم يقل في هذه الرواية إنه لم يجد خيرا بل قال لم يجد شيئا والشيء وإن كان من حيث موضوعه أعم من الخير إلا أنه قد يطلق ويراد به الأمر الذي يحتفل به والقدر

الزائد على الإيمان كما جاء في حديث كثير أمر إلا أني أحب الله ورسوله فتأمل هذا

أو يقال لعل الاعتقاد من الأمور الخفية في القلب التي استأثر الله بعلمها فلا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده

أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي بقراءتي عليه بالقاهرة أخبرنا ابن علاق سماعا

ح وأخبرنا أحمد بن علي الحنبلي بقراءتي عليه بدمشق أخبرنا محمد بن إسماعيل خطيب مردا حضورا قالا أخبرنا هبة الله بن علي البوصيري أخبرنا مرشد بن يحيى أخبرنا علي بن عمر بن حمصة أخبرنا حمزة بن محمد أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن داود بن عثمان بن سعيد بن أسلم الصدفي حدثنا يحيى بن يزيد يكنى أبا شريك

عن ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن رسول الله قال أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها ولقنوها موتاكم

ليس هذا الحديث من هذا الوجه في شيء من الكتب الستة

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو الحسن بن البخاري أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي الصيرفي حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا محمد بن يحيى بن فياض حدثنا عبد الأعلى حدثنا حميد عن قتادة عن أنس قال سمع رسول الله في مسير له رجلا يقول الله أكبر الله أكبر فقال على الفطرة فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال خرج من النار

رواه النسائي في عمل اليوم والليلة عن زكرياء بن يحيى عن إسماعيل بن بشر بن منصور ومحمد بن يحيى بن فياض كلاهما عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به

وقد اختلف على قتادة فيه فرواه عنه حميد الطويل وسعيد بن أبي عروبة وخليد بن دعلج ويوسف بن عطية الصفار كما سقناه

ورواه سلام بن مسكين عن قتادة عن صاحب له عن علقمة عن ابن مسعود

ورواه معاذ بن معاذ وعبد العزيز بن الحصين عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي الأحوص عن علقمة عن ابن مسعود

وخالفهما محمد بن بشر وعبد الوهاب بن عطاء وعبدة بن سليمان وداود بن الزبرقان وأبو زيد النحوي فرووه عن سعيد عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله لم يذكروا علقمة

وكذلك رواه مطر الوراق وعمران القطان عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله

ورواه أيوب بن مسكين أبو العلاء عن قتادة عن الحسن عن ابن مسعود

قال الدارقطني وأشبهها بالصواب قول معاذ بن معاذ

قلت ولم يذكر الدارقطني متابعة سعيد بن أبي عروبة لحميد الطويل وروايته إياهم عن قتادة عن أنس وهي متابعة جيدة تقوى كون الحديث من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه وقد عرفناك أن النسائي أخرجها في اليوم والليلة فهي الأشبه عندي بالصواب

أخبرنا أبو الفضل عبد المحسن بن أحمد بن محمد الصابوني وأبو بكر بن عبد الغني ابن أبي الحسن الصعبي قراءة عليهما وأنا حاضر أسمع في الرابعة بمصر قال الأول أخبرنا المعين أحمد بن القاضي أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقي وإسماعيل بن عزون وأحمد بن محمد بن عبد الله النحاس قال ابن المعين وابن عزون أخبرنا إسماعيل ابن صالح بن ياسين وقال النحاس أخبرنا عبد الرحمن بن مكي بن موقا وقال الثاني

أعني الصعبي أخبرنا عبد العزيز بن أبي الفرج بن أبي الروس أخبرنا ابن موقا قالا ابن ياسين وابن موقا أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثني كامل بن طلحة الجحدري حدثنا عباد بن عبد الصمد حدثنا راعي رسول الله قال سمعت رسول الله يقول من لقى الله تعالى وهو يشهد أن لا إله لا الله وأن محمدا عبده ورسوله وآمن بالبعث والحساب دخل الجنة قلت أنت سمعت هذا من رسول الله فأدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال أنا سمعت هذا غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع

ليس من هذا الوجه في شيء من الكتب الستة

أخبرنا أبو حفص عمر بن حسن المراغي بقراءتي عليه أخبرنا يوسف بن المجاور إجازة أخبرنا الكندي زيد بن الحسن أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز سماعا عليه قال أخبرنا الإمام الخطيب أبو بكر الحافظ أخبرني أبو نصر محمد بن علي الرزاز أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزار حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سعيد بن الصلت عن عبد الله بن أنيس عن سهيل بن البيضا قال قال رسول الله من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة

قال الخطيب روى هذا الحديث مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد العزيز فلم يذكر عبد الله بن أنيس في إسناده بل قال عن سعيد بن الصلت عن سهيل ابن البيضا

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بقراءتي عليه أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن القواس بقراءتي عليه أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قراءة عليه وأنا حاضر أسمع سنة تسع وستمائة

وأجازه لنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر والمسلم بن علان والمؤمل بن محمد البالسي وأبو حامد بن الصابوني قالوا أخبرنا ابن الحرستاني أخبرنا علي بن المسلم بن محمد السلمي أخبرنا أبو نصر الحسين بن أحمد بن محمد ابن طلاب خطيب دمشق أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا حدثنا محمد بن حمدون أبو بكر ببالس حدثنا أحمد بن الأسود حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن جابر قال قال رسول الله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله

هذا الحديث من هذا الطريق غير مخرج في شيء من الكتب الستة لكنه مخرج

من حديث أبي سعيد الخدري في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه وجامع الترمذي

ورواه أيضا مسلم والنسائي من حديث أبي هريرة

ورواه النسائي أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها ولفظه لقنوا هلكاكم

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الحريري سماعا أن أبا الحسن بن البخاري أخبره قال أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد أخبرنا أبو غالب بن البنا أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد قراءة عليه وأنا حاضر أسمع حدثنا جعفر هو الفريابي حدثنا محمد بن أبي السري وعباس العنبري قالا حدثنا عبد الرزاق حدثنا عنبر بن حطنطل السكري حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا الوليد بن عطاء حدثنا عبد الله بن القاسم بن أبي بزة عن وبر بن أبي دليلة وسعيد بن السائب

عن سهل بن نائل عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت قالا سمعنا رسول الله بين مكة والمدينة يقول من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة أو قال حرم الله عليه النار

سهل بن نائل ليس له شيء في الكتب الستة لا عن أبي الدرداء وعبادة ولا عن غيرهما

وبه إلى الحسن الجوهري أخبرنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد الكابت قراءة عليه وأنا حاضر أسمع حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثني بشر هو ابن دحية حدثنا قزعة بن سويد حدثني عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن النبي قال من ختم له عند موته بلا إله إلا الله دخل الجنة

ليس هذا الحديث في شيء من الكتب الستة عن جابر ولكن معنى المتن مشهور من حديث معاذ رضي الله عنه خرجه أبو داود عن مالك بن عبد الواحد المسمعي عن الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ابن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة

ويحتمل أن يكون جابر سمع الحديث من معاذ رضي الله عنهما فقد خرج الطبراني الحديث في كتاب الدعاء من حديث عمرو بن دينار عن جابر عن معاذ من ثلاث طرق فغير بعيد أن يكون جابر إنما سمعه من معاذ ثم حدث به تارة عن معاذ وتارة طوى ذكر معاذ للوثوق به

ومن تأمل أحاديث الباب غلب على ظنه أن مدار هذا الحديث على معاذ رضي الله عنه وإن كان قد روى معناه أيضا من حديث أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ووقع لى من حديث أنس رضى الله عنه بلفظ آخر وطريق آخر

فأخبرني أبو العباس الحرير عن أبي الحسن الصالحي سماعا أن الدارقطني حدثه قال أخبرنا ابن البنا أخبرنا الحسن الجوهري أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن مجالد الموصلي حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى حدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي حمزة جارنا يحدث عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله لمعذا بن جبل من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة

أبو حمزة جار شعبة اسمه عبد الرحمن والحديث المذكور تفرد النسائي بإخراجه من هذا الوجه فرواه عن بندار به فوافقناه وعن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شعبة به والذي يظهر أن أنسا سمعه من معاذ عن رسول الله

ووقع ذلك مصرحا به في رواية أخرى

فروى الطبراني من حديث القعنبي عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول أتاني معاذ بن جبل فقلت من أين جئت يا معاذ فقال جئت من عند نبي الله قلت فما قال لك قال من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة فقلت فأذهب فأسأل النبي قال اذهب فأتيت النبي فقلت يا نبي الله حدثني معاذ بن جبل أنك

قلت من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قال صدق معاذ صدق معاذ صدق معاذ

ووقع لي أيضا من حديث معاذ بلفظ آخر وطريق آخر فقرىء على أبي العباس المقدسي وأنا أسمع أخبرنا ابن البخاري أخبرنا ابن طبرزد أخبرنا أبو غالب أخبرنا الحسن ابن علي أخبرنا أبو القاسم الطيب بن يمن بن عبد الله مولى المعتضد حدثنا يحيى ابن محمد حدثنا محمد بن عيسى وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي بالعسكر واللفظ لمحمد بن عيسى حدثنا نصر بن حماد حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن حطان بن عبد الله هكذا قال ولم يقل هصان عن عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه ثم مات حرم الله تعالى لحمه على النار

حطان بن عبد الله هو الرقاشي البصري روى عن عبادة بن الصامت وعلى ابن أبي طالب وأبي الدرداء وأبي موسى الأشعري يروي عنه الحسن البصري ويونس بن جبير وغيرهما وهو ثقة أخرج له مسلم والأربعة

ولكن قضية كلام الراوي في هذا الحديث أنه هصان بالهاء لا حطان وليس لهم هصان بن عبد الله وإنما هو هصان بن كاهن بالنون أو كاهل باللام روى عن عائشة وأبي موسى روى عنه حميد بن هلال وغيره وهو ثقة والأشبه أنه هو راوي هذا الحديث لأن حميدا لا يروى عن حطان وإنما يروى عن هصان

فما أشار إليه الراوي في السند هو الأشبه

وكذلك رواه الحافظ الكبير أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في كتاب الدعاء فقال فيما أخبرتنا به زينب بنت الكمال في كتابها عن الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل أخبرنا أبو طاهر علي بن سعيد بن علي بن فاذشاه وأبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن أحمد الكراني قالا أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي الأشقر أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عارم أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب والحجاج الصواف عن حميد بن هلال

ح وحدثنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن يزيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن هصان ابن كاهل قال سمعت عبد الرحمن بن سمرة يحدث عن معاذ رضي الله عنهما عن رسول الله قال لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب مؤمن إلا دخل الجنة قيل له سمعت هذا من معاذ قال سمعت هذا من معاذ يحدث به عن رسول الله

ثم رواه الطبراني من طريقين آخرين عن هصان بن كاهل عن عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ يرفعه

وليس لعبد الرحمن بن سمرة عن معاذ شيء في الكتب الستة

وأصل الحديث مروي أيضا من حديث النضر بن أنس عن أنس قال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يموت على ذلك حرمه الله على النار

يرويه عامر بن سياف عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس عن النبي

قال الدارقطني وهذا لم يسمعه أنس من النبي حدث به سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك عن النبي

قال أنس ثم لقيت عتبان بن مالك فسلته فحدثني به وهو الصحيح عن أنس رضي الله عنه

واعلم أن أحاديث هذا الباب على قسمين أعم وأخص

أما الأعم فهو الأحاديث الدالة على أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وهي كثيرة بلغ القدر المشترك منها مبلغ التواتر منها ما أوردناه ومنها حديث عبادة بن الصامت قال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته

ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة والنار حق أدخل الله الجنة على ما كان من العمل وفي رواية أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء

والروايتان في الصحيحين

وفي سنن أبي داود من حديث أبي سعيد الخدري قال رسول الله من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

وفي صحيح مسلم من حديث طويل لأبي هريرة أن النبي أعطاه نعليه وقال يا أبا هريرة اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة قال أبو هريرة فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة قلت هاتان نعلا رسول الله بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستقينا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثري فقال لي رسول الله

مالك يا أبا هريرة قلت له لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي قال ارجع فقال له رسول الله يا عمر ما حملك على ما فعلت قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله فخلهم

وفي الصحيحين من حديث معاذ كنت ردف النبي ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم قال هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشكروا به شيئا ثم سار ساعة وقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك

قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم قال حق العباد على الله أن لا يعذبهم

وفي رواية فقلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا

وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي ذر أن النبي قال أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق وفي رواية على رغم أنف أبي ذر والرواية في الصحيحين أيضا

قلت ولقد تأملت قوله وإن زنى وإن سرق وجمعه بين الزنى والسرقة دون سائر المعاصي فلم يقع لي إلا الإشارة إلى أنه يتجاوز عن المعاصي المتعلقة بحق الله بعد الكفر كالزنى والمعاصي المتعلقة بحق العباد كالسرقة فجمع من أوتي جوامع الكلم بين حق الله وحق الآدميين يشير إلى أن دخول الجنة لا يتوقف على شيء منها

فإن قلت ما باله آثر ذكر السرقة على ذكر القتل وهو أقبح

قلت لكثرة وقوع الناس فيها وقلة وقوع القتل فآثر ذكر ما يكثر وقوعه لشدة الاحتياج إلى السؤال عنه على ما يندر

وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن مسعود قال رسول الله من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وقلت من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

وفي رواية اختص بها مسلم بالعكس قال رسول الله من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال ابن مسعود وقلت أنا من مات يشرك بالله شيئا دخل النار

وفي رواية ثالثة اختص بها البخاري قال رسول الله كلمة وقلت أخرى قال من مات يجعل الله ندا دخل النار وقلت من مات لا يجعل لله ندا دخل الجنة

وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال رسول الله ثنتان موجبتان قال رجل يا رسول الله ما الموجبتان قال من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

وأحاديث كثيرة غير ما ذكرناه قاصمة لظهور المعتزلة القائلين بخلود أرباب الكبائر في النار وليس فيها ما يشكل تأويله غير حديث زيد بن أرقم قال رسول الله من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قال رسول الله وإخلاصها أن تحجزه عما حرم الله عليه

وهذا حديث رواه الطبراني عن علي بن عبد العزيز حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الهيثم بن حماد حدثنا أبو داود الدارمي عن زيد بن أرقم

وإشكاله من جهة تفسيره إخلاصها بأن تحجزه عما حرم الله والكلام عليه من وجهين أحدهما

وأما الأخص فالأحاديث الدالة على أن من مات مؤمنا لا يدخل النار نحو هذا الحديث الذي نجزنا من إسناده وهو حديث معاذ حرم الله لحمه على النار

ونظيره ما رواه مسلم في صحيحه من حديث الصنابحي عن عبادة قال سمعت رسول الله يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار

وفي جامع الترمذي قال الصنابحي دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثا واحدا وسأحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي سمعت رسول الله يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار

وفي صحيح البخاري من حديث أبي ذر أن رسول الله قال

قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ولم يدخل النار قلت وإن زنى وإن سرق قال نعم وفي رواية لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه قال أنس فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه وهو من حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه

وهذه الأحاديث وما ناسبها يجمع بينها وبين الأدلة الدالة على أنه لا بد أن يقع عقاب بعض المسليمن على جرائمهم بأن المراد دخول الخلود لا أصل الدخول فكل مسلم ذي جريمة لا بد أن يدخل الجنة لا محالة وأما النار فإن لم يعف الله عن جرائمه فهو يدخلها ثم لا محالة يخرج منها للأحاديث الدالة على أنه لا يبقى في النار من يقول لا إله إلا الله وعلى أنه تعالى يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بقراءتي عليه أخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر عن أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي أخبرنا محمد بن إسماعيل الفضيلي أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حفصويه السرخسي أخبرنا أبو زيد حاتم بن محبوب الشامي حدثنا أبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب النيسابوري حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي قال يقول الله أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن شعيرة أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن برة أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن ذرة

رواه البخاري في الإيمان عن مسلم بن إبراهيم وفي التوحيد عن معاذ ابن فضالة كلاهما عن هشام الدستوائي عن قتادة به ولفظه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير

ورواه مسلم عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن سعيد وهشام وشعبة به وفيه قصة ليزيد مع شعبة وعن أبي غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد ومحمد بن المثنى كلاهما عن معاذ بن هشام عن أبيه به

والترمذي عن محمود بن غيلان عن أبي داود عن شعبة وهشام به وقال حسن صحيح

وقال البخاري في باب تفاضل أهل الإيمان حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعد الخدري عن النبي قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان الحديث

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أيضا بقراءتي عليه أخبرنا محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون عن إسماعيل بن عثمان القارى الواعظ حدثنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي إملاء سنة ست وأربعين وخمسمائة أخبرنا الإمام البارع جدي لأمي أبو عبد الرحمن الشحامي أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا محمد بن زكرياء العسكري حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص حدثنا إسماعيل بن يحيى عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى ‏{‏رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ‏}‏ قال سمعت رسول الله يقول إذا دخل أهل التوحيد النار من استوجب النار يقول لهم المشركون ما أغنى عنكم توحيدكم وأنتم معنا في النار فينادي منادي الرحمن عز وجل على باب جهنم أخرج من جهنم من قال لا إله إلا الله قال فيخرجون فيدخلون في نهر الحيوان فتبيض وجوههم ثم يجعل على رؤوسهم أكاليل من ذهب باليواقيت والدر والزبرجد عليهم أساورة من ذهب يلبسون السندس والإستبرق ثم تحملهم الملائكة على أسرة من ذهب مفصصة بالياقوت والزبرجد حتى يقفوا على باب النار فيقال

يا أهل النار انظروا ما يصنع الله عز وجل بمن قال لا إله إلا الله ثم يقال انطلقوا بهم إلى الجنة فيقول أهل النار يا ليتنا كنا مسلمين

والأحاديث الناطقة بدخول بعض العصاة من المسلمين النار كثيرة فلا معنى للإطالة

فلنعد إلى الكلام على حديث معاذ الذي انفرد أبو داود بإخراجه وأسندناه نحن من طريق آخر وهو حديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله

فأقول هو حديث صحيح وصالح بن أبي عريب ثقة وثقة ابن حبان وغيره وخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه ولم يغمزه أحد فيما علمت غير أن ابن القطان قال لا يعرف حاله ولا يعرف روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر وليس الأمر كما زعم فقد روى عنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم

ولحديثه هذا أحاديث شواهد أسلفناها تعضده وفي رواية أسندناها إلى عبادة وأبي الدرداء أو حرم الله عليه النار ويعضده أيضا الأمر بتلقين الموتى لا إله إلا الله فإنه أمر إرشاد لهذا المطلوب العظيم والمقصود الجسيم وهو دخول الجنة أو النجاة من النار

فإن قلت إذا كنتم معاشر أهل السنة تقولون إن من مات مؤمنا يدخل الجنة لا محالة وإنه لا بد من دخول من لم يعف الله عنه من عصاة المسلمين النار ثم يخرج منها فهذا الذي تلقنونه عند الموت كلمة التوحيد إذا كان مؤمنا ماذا ينفعه كونها آخر كلامه

قلت لعل كونها آخر كلامه قرينة أنه ممن يعفو الله عن جرائمه فلا يدخل النار أصلا كما جاء في اللفظ الآخر حرم الله عليه النار وإذا كنا لا نمنع أن يعفو

الله عن بعض عصاة المسلمين ولا يؤاخذه بذنوبه فضلا منه وإحسانا فلا يستبعد أن ينصب الله النطق بكلمة التوحيد آخر حياة المسلم أمارة دالة على أنه من أولئك الذين يتجاوز عن سيئاتهم

قال الحاكم أبو عبد الله وأبو علي بن فضالة الحافظان حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي وراق أبي زرعة الرازي فذكر حكاية تلقين أبي زرعة وأنهم ذكروه بالحديث فقال وهو في السياق حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ابن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ قال قال رسول الله من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وطلعت روحه

وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق الجبين منه في النزع فقلت لمحمد بن مسلم ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله فقال يروى عن معاذ فرفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة فصار للبيت ضجة ببكاء من حضر

وسمعت أبي تغمده الله برحمته يقول لما احتضر أبو زرعة الرازي كان عنده أبو حاتم ومحمد بن مسلم فأرتج عليهما فبدأ أبو زرعة وهو في النزع فذكر إسناده إلى أن قال قال رسول الله من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وخرجت روحه مع الهاء من قبل أن يقول دخل الجنة

ورأيته أورده في شرح المنهاج هكذا فحكاية تلقين أبي زرعة أصلها صحيح

فلا يضر قول شيخنا الذهبي رحمه الله إن أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان ليس بثقة

ولقد حصل أبو زرعة على أمر عظيم ببركة حفظه للحديث وهكذا رأينا من لزم بابا من الخير فتح عليه غالبا منه ولذلك يقول أهل الطريق إن من فتح عليه في ذكر ينبغي أن يلزمه فإن منه يتوالى عليه الخير هذا أبو هريرة رضي الله عنه لما كثر عليه الحفظ جعله الله لسان صدق في الآخرين وذكرا إذا جمع الناس يوم الجمعة لرب العالمين فيقوم المؤذن بين يدي الخطيب ويقول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت ولست أعني بلسان الصدق الذي حصل لأبي هريرة مجرد ذكره على رؤوس الأشهاد بعد تقادم السنين بل الترضي عنه وذكر اسمه بهذا الحديث فيتذكره سامعه فيترضى أيضا عنه وهذا خير عظيم فكم ترحم عليه صالح بسبب ذكر هذا الحديث وكذلك الإنصات عند سماع هذا الحديث امتثالا فكم عامى لم يبلغه هذا الحديث ولا هذا الحكم فلما سمع المؤذن يقول ذلك امتثل وبهذا يحصل أجر عظيم لمبلغ الخير وهو أبو هريرة رضي الله عنه

وهذا أبو زرعة الرازي كان من أحفظ الأمة وكان علمه الذي يمت به الحديث وحفظه

قال أبو عبد الله بن منده الحافظ سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن حمكويه بالري يقول سئل أبو زرعة عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث فقال لا ثم قال أحفظ مائتي ألف حديث مثل ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ وأحفظ في المذاكرة ثلاثمائة ألف

وقال أبو أحمد بن عدي الحافظ سمعت أبي يقول كنت بالري وأنا غلام في البزازين فحلف رجل بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث فذهب قوم إلى أبي زرعة وذهبت معهم فذكروا له حلف الرجل فقال ما حمله على ذلك قيل قد جرى ذلك منه فقال يمسك امرأته فإنها لم تطلق

فإن قلت الرجل لا يقع عليه الطلاق سواء وافق المحلوف عليه ما في نفس الأمر أم خالفه لأنه حلف على غلبة ظنه

قلت المراد هنا تحقيق ما في نفس الأمر ليكون من إمساك زوجته على يقين وكي لا يستحب له المراجعة فإن الورع في حالة الشك أن يراجع وهنا لا شك

ونظير الحكاية أن رجلا أتى القاضي الحسين رحمه الله فقال حلفت بالطلاق أنه ليس أحد في الفقه والعلم مثلك فأطرق رأسه ساعة وبكى ثم قال هكذا يفعل موت الرجال لا يقع طلاقك

فإن قلت فقد قال الأصحاب فيما إذا قال السنى إن لم يكن الخير من الله والشر فامرأتي طالق وقال المعتزلي إن كانا من الله فامرأتي طالق أو قال السنى إن لم يكن أبو بكر أفضل من على فامرأتي طالق وعكس الرافضي يقع طلاق المعتزلي والرافضي صرح به إبراهيم المروروذي مع أن كلا منهما حلف على غلبة ظنه

قلت لأن خطأ المعتزلي والرافضي فيه قطعي والمسألة قطعية فلا ينفعه الظن

وقد نقل الرافعي في فروع الطلاق عن إسماعيل البوشنجي فيمن قال إن كان الله يعذب الموحدين فامرأته طالق أنه يقع عليه الطلاق لأنه صح في الأخبار تعذيب المسلمين على جرائمهم وهذا بخلاف الأمر الظني كما لو قال شافعي إن لم يكن الشافعي أفضل من أبي حنيفة فامرأتي طالق وعكس الحنفي فقد قالوا لا يحنث واحد منهما وشبهوه بمسئلة الغراب

وعن القفال لا نجيب في هذه المسئلة

قلت ونجيب بالنون والجيم كأنه رأى الأمر قطعيا أو شك هل هو قطعي أو ظني فأحجم عن الجواب ويؤيد الأول ما في فتاوي القاضي الحسين جمع البغوي أن القاضي سئل عن شافعي حلف بالطلاق أن من صلى ولم يقرأ الفاتحة لم يسقط فرض الصلاة عنه وحنفي حلف بالطلاق أنه يسقط عنه فأجاب يقول في هذه المسئلة ما تقولون في شافعي افتصد ولم يتوضأ وصلى ثم حلف بطلاق زوجته أن الفرض سقط عنه كل ما تقولون هناك فنحن نقول به في هذه المسئلة وإلا فالاعتقاد أن يحكم بوقوع الطلاق على زوجة الحنفي انتهى

وهنا دقيقة وهو أن الحالف على الظني على ما في ظنه إنما لم يوقع الطلاق عليه لما ذكرناه من موافقته لما في ظنه ويستحب له مع ذلك المراجعة ورعا ولو قدرنا على الوصول إلى اليقين لكان أولى له من المراجعة وفي حكايتي أبي زرعة والقاضي الحسين أمكن الوصول إلى اليقين بسؤالهما وهذا ما أشرنا إليه أولا

واعلم أن جميع ما سقناه في قول لا إله إلا الله المراد به في أكثر الأحاديث صيغة الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله وقد صارا كالشيء الواحد لأن الاعتبار بأحدهما متوقف على الآخر ومن ثم قال القاضي أبو الطيب الطبري وجماعة في تلقين الميت يلقن الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله

وقد قال النبي أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وإنما تعصم دماؤهم إذا أقروا بالشهادتين ولذلك جاء مصرحا به في بعض ألفاظ الحديث

ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

وفي رواية أخرى عندهما لأبي هريرة حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به الحديث

وفي رواية أخرى للبخاري والترمذي وأبي داود والنسائي من حديث أنس رفعه حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها

وكذلك قال النبي بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فجعل الشهادتين شيئا واحدا وهو الأمر الأول الذي بنى الإسلام عليه وإلا فلو كان شيئين لكان الإسلام مبنيا على ست لا على خمس

أخبرنا الشيخ الإمام أبي سقى الله عهده وجمعني وإياه عنده قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا محمد بن أبي العز الأنصاري أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي

ح قال وأخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد بن عبد المحسن الواسطي إجازة معينة أخبرنا محمد بن عماد بن محمد الحراني قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزار

أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن من محمد بن عمرو المديني حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وإذا قالوا لا إله إلا الله فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله

ورواه النسائي في مسند حديث مالك عن يونس بن عبد الأعلى هذا وهو صحيح مخرج في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة وغيره

أخبرنا أحمد بن علي الجزري بقراءتي عليه وجماعة من الحفاظ حاضرون للاستماع منهم أبي رحمه الله أخبرنا محمد بن عبد الهادي إجازة أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي إجازة أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم

ابن أحمد بن محمود الثقفي الواعظ النيسابوري قدم علينا في سنة سبع عشرة وأربعمائة حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عنبر الأنصاري حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات حدثنا عمرو بن عبد الغفار ببغداد حدثنا الحسن بن عمرو عن منذر الثوري عن محمد ابن الحنفية عن أبي هريرة عن النبي قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله غز وجل قيل له طعنت على أبيك قال إني لم أفعل إن الناس انطلقوا إلى أبي فبايعوه طائعين غير مكرهين فنكث ناكث فقتله وبغى باغ فقتله ومرق مارق فقتله

محمد بن علي بن أبي طالب هو ابن الحنفية والحنفية أمه ولم يخرج له عن أبي هريرة شيء في الكتب الستة

أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن شيخنا الحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزكي المزي بقراءتي عليه أخبرتنا حرمية بنت تمام بن إسماعيل قراءة عليها وأنا حاضر أسمع في الثالثة قالت أخبرنا عربشاه بن أحمد بن عبد الرحمن إجازة أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ابن أحمد الخواري أخبرنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان بن محمد الشاهد أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر

القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا عصام بن خالد وأبو اليمان قالا أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال لما توفي رسول الله وكان أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله عز وجل قال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق

رواه البخاري عن أبي اليمان ورواه البخاري ومسلم عن قتيبة عن الليث

ورواه عمرو بن عاصم الكلابي عن عمران القطان عن معمر عن الزهري عن أنس عن أبي بكر مرفوعا أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

قال ابن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا هذا خطأ إنما هو الزهري

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن عمر قال لأبي بكر القصة قلت لأبي زرعة الوهم ممن قال من عمران

وروى أيضا من حديث شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت أويس بن أبي أويس وقال سماك بن حرب عن النعمان بن سالم عن أويس وقال حاتم عن النعمان عن عمرو بن أويس عن أبيه عن النبي قال أوحى إلى أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث

قال أبو حاتم وشعبة أحفظ القوم

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن بن داود الجزري الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا محمد بن عبد الهادي إجازة قال أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي إجازة أخبرنا الشيخ أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط بقراءتي عليه بمدينة السلام أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد بن يونس الجصاص أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصواف أخبرنا أبو أحمد هارون ابن يوسف بن هارون بن زياد حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي حدثنا عبد الله بن وهب المصري عن أسامة بن زيد حدثني ابن شهاب عن حنظلة بن علي الأسلمي قال بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد وأمره أن يقاتل الناس على خمس فمن ترك واحدة منهن قاتله عليها كما يقاتله على الخمس على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت

ليس لحنظلة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه شيء في الكتب الستة

أخبرنا أبي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم النحاس أخبرنا يوسف بن خليل الحافظ أخبرنا ذاكر بن كامل الخفاف أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الباقرحي حدثنا أبو عمر عبيد الله بن محمد النعمان حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي

ح وأخبرنا أبو الفضل محمد بن الضيا إسماعيل بن عمر وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز قراءة عليهما وأنا أسمع قال الأول أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري وزينب بنت مكي وقال الثاني أخبرنا أحمد بن أبي بكر الحموي وعلى بن محمد بن نبهان اليشكري قالوا أربعتهم أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد سماعا إلا الحموي فإنه قال حضورا أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار أخبرنا أبو بكر

محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبو بلال الأشعري قالا حدثنا حماد بن شعيب الحماني عن حبيب بن أبي ثابت

ح وأخبرنا صالح بن مختار بن صالح الأشنوي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع في الخامسة أخبرنا أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسي

ح وأخبرنا أحمد بن علي بن الحسن الجزري قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا المشايخ محمد بن إسماعيل بن أبي الفتح خطيب مردا وأحمد بن عبد الدايم وإبراهيم بن خليل الدمشقي ومحمد بن عبد الهادي المقدسي قالوا أخبرنا يحيى ابن محمود الثقفي أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد حضورا أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري أخبرنا أبو أحمد هارون بن يوسف التاجر حدثنا ابن أبي عمر يعني محمد العدني

ح وأخبرنا أبي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو العباس ابن أبي الفتح الحلبي بقراءتي عليه بالبيت الحرام أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني أخبرنا ضياء بن أبي القاسم بن الخريف وعبد الله بن مسلم بن ثابت بن جوالق قال ابن الخريف أخبرنا أبو الحسين محمد بن أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفرا وقال ابن جوالق أخبرنا يحيى بن علي بن محمد بن الطراح قالا أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن ميمون الخياط المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سعيد بن الخمس عن حبيب بن أبي ثابت